صحيفة الوحدة تجري حوارا مع رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين

ما تقييمك للدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية الوطنية والإعلاميين في مواجهة العدوان ؟
– نستطيع بكل ثقة القول أن المؤسسات الإعلامية الوطنية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا، وقد تمكنت هذه الوسائل رغم محدودية إمكانياتها بأن تقلب الصورة التي ارادها العدوان عبر التضليل والكيد الإعلامي الذي لجأت إليه أدواته وفضائياته، وتمكنت وسائلنا الوطنية من نقل الحقيقة والواقع كما هو، الأمر الذي أقض مضاج العدو وهو يرى الجرائم البشعة التي يرتكبها يوميا بحق المدنيين موثقة بالصوت وبالصورة وبالمشاهد المؤلمة، التي دفعت وسائل الإعلام الدولية إلى مقاربة المشهد اليمني من خلال الزاوية الإنسانية، والضغط على تحالف العدوان كي يخفف من غاراته الجوية ومن الحصار الخانق على شعبنا اليمني.
ولذا لا نستغرب أن العدوان قد فاقم من استهدافه للمؤسسات الإعلامية الوطنية فاعتدى على عدد منها بالضربات الجوية وعمد إلى حظر واستنساخ بعض الوسائل الإعلامية، وهدد الأقلام الحرة بالاستهداف أيضا.
بلغة الأرقام .. هل رصد اتحاد الإعلاميين اليمنيين ووثق جرائم العدوان تجاه الإعلام والمؤسسات الإعلامية في الوطن ؟
– نعم اتحاد الإعلاميين أصدر تقريرا عاما بالانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون ووسائل الإعلام الوطنية ، وهو يشتغل الآن على تحديث التقرير وإصدار النسخة الثانية منه في إبريل القادم إن شاء الله. وبلغة الأرقام نقول أن العدوان استهدف حياة اكثر من ثلاثين إعلاميا استشهد الغالبية منهم في ميدان الإعلام الحربي، وهم يوثقون جرائم العدوان وانتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
العدوان أيضا استهدف بغاراته أكثر من ثمان مؤسسات إعلامية فدمر بعضها كلية وألحق بالبعض الآخر أضرارا جزئية، كقناة سبأ الرسمية ، وقناة اليمن اليوم، ومكتب قناة المسيرة في صعدة، وإذاعة حجة، وغيرها.
كما عمل العدوان منذ الايام الأولى لما يسمى بعاصفة الحزم على حظر الفضائيات الرسمية ثم استنساخها وبالذات قناة اليمن وموقع وكالة سبأ وقناة عدن وقناة المسيرة، وعمل على مضايقة قنوات أخرى والتشويش عليها كقناة الساحات وقناة المنار.
ما أبرز ما خرج به المؤتمر الإعلامي الموسع الذي تبناه اتحاد الإعلاميين اليمنيين مؤخرا ؟
– نظم اتحاد الإعلاميين اليمنين مؤتمرا عاما تحت عنوان ” صوت واحد ضد العدوان”، وقد شاركت فيه كل الشخصيات والمؤسسات الإعلامية من القوى والمكونات المناهضة للعدوان، وشددت مخرجات المؤتمر على وحدة الجبهة الداخلة في مواجهة العدوان، وعلى الاهتمام بالرسالة الإعلامية وبأوضاع المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، كي تؤدي الدور المناط بها على أكمل وجه، وناقش المؤتمر مشروع ميثاق شرف إعلامي نعمل على إثرائه مع المهتمين خلال الفترة المقبلة بهدف الوصول إلى صيغة نهائية توافقية تلبي مكتسبات الوسط الصحفي خلال الفترة الماضية وتلبي متطلبات الموقف الوطني من العدوان والإرهاب والمرتزقة.
برزت أنماط أداء إعلامية أثارت انتقادات ومخاوف بسبب العدوان الذي شنه التحالف العربي بقيادة السعودية وارتكابه أخطاء مؤثرة، وفق ما أكد باحثون ونقاد مختصون، كبروز الدعوات المناطقية والمذهبية .. ما تعليقك ؟
– العدوان على بلادنا لم يقتصر على الأعمال العسكرية أو الحصار الاقتصادي فحسب، لكنه تعمد خلخلة النسيج الإجتماعي من خلال إذكاء الورقة الطائفية، وتصوير ما حدث في اليمن بفضل ثورة 21 سبتمبر2014، أنه يخدم فئة بعينها من اليمنيين، وقد شن عدوانه تحت هذه الهواجس التي انساق لها ضعاف النفوس ممن رفعوا لافتة” شكرا سلمان ” للأسف الشديد.
العدوان أيضا عمل على زرع الشقاق من خلال توظيف الورقة الجهوية بين الشمال والجنوب، واستخدم ولا يزال الورقة المناطقية داخل الشمال وداخل الجنوب، وبل وداخل الفئات المرتزقة التي اصطفت حول أكذوبة الشرعية.
هل هذا الخطر بات حقيقة داهمة.. في رأيك ،كيف نواجهه، هل نستأصله بالعنف الذي حمله؟
– الخطر الأكبر يأتي من التنظيمات الإرهابية التي تستخدم الورقة الطائفية في إطار تحقيق أجندة سياسية، وما نراه في عدن وتعز يؤكد أن جذر المشكلة ليس طائفيا، فهل كان المجندون بمعسكر الصولبان من (الشيعة) كما تروج قنوات الفتنة؟
في تعز أيضا، تجد هذه التنظيمات وهي تختلف مع القوى اليسارية والقومية رغم خلفيتهم المذهبية السنية (وآسف لاستخدام هذه المصطلحات )..في حضرموت أيضا هل كان هناك خطر (رافضي ) يهدد أبناءها قبل أن يسمح العدوان للقاعدة بأن تسيطر عليها؟
بالطبع لا..وهذا يؤكد أن الإرهاب آفة تستهدف استقرار الدولة وأمن المجتمع ويتعين مواجهته بالقوة حتى يرتدع ويكف عن إيذاء الناس والوطن.

ثمة من يرى غياب التعدد والتنوع وغلبة الصوت الواحد في أداء معظم وسائل الإعلام الوطنية التي هي ملك للشعب؟
– في ظل العدوان أصبح لزاما على وسائل الإعلام الرسمية أن تكون إلى جانب الشعب، فهي ملك للشعب كما تفضلت. والشعب اليمني سطر ملحمة بطولية من التضحية والفداء والصمود على مدى ما يقرب عامين من العدوان، ومن حقه على الوسائل الاعلامية أن تكون مواكبة لهذا الصمود والعنفوان، ولتك الانتصارات التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
وهذا الأمر ينطبق أيضا على بقية وسائل الإعلام الوطنية، التي وقفت بالفعل مع الشعب في ملحمته، ومع الوطن في محنته..ومع ذلك ستجد في هذه الوسائل مساحة للنقد وللرأي الآخر وإن كانت متوحدة فيما يتعلق بالموقف من العدوان والحصار المرتزقة.
اعتقال أو إيقاف إعلاميين وصحفيين بسبب آرائهم وحجب مواقع إعلامية على الإنترنت.. ألا ترى بأنها من الأخطار التي تهدد حرية الصحافة والتعبير في اليمن ؟
– اليمن في ظل الحرب والعدوان تعيش حالة طوارئ وإن لم تكن معلنة، وضرورات أمن المجتمع تقتضي التعامل بحزم مع الأصوات النشاز، ومع الوسائل الإعلامية التي تتعامل مع العدوان والمرتزقة ثم تظهر في ثياب صديق يذرف الدموع كالتماسيح..
والخطر الأكبر الذي يتهدد جميع اليمنيين طوال العدوان، هو حقهم في الحياة وفي الأمن وفي الكرامة، وهذه أساسيات في حقوق الإنسان، نعم يوجد صحفيون معتقلون، لكن ليس بسبب آرائهم، وإنما بسبب تعاملهم المباشر مع العدو وخيانتهم للوطن، لكن في المقابل يوجد إعلاميون ومؤسسات إعلامية وطنية تعرضت لغارت (الإف 16)، ونجم عنها الكثير من القتلى والجرحى، وهناك المئات من الإعلاميين الذين فقدوا أعمالهم نتيجة الحصار وتوقف مؤسساتهم الإعلامية، وللأسف الشديد فإن المنظمات الحقوقية الدولية تسكت عن مظلومية هؤلاء، ولا توليهم الاهتمام الذي يحظى به ملف الصحفيين المعتقلين.
باعتباركم في اتحاد الإعلاميين اليمنيين منظمة مدنية .. ما الدور الذي يعول عليكم لمتابعة ملف المعتقلين من الصحفيين والإعلاميين ؟
– وصلا بما قلت آنفا، فإن الوضع الأمني له الأولوية في ظل الحرب والعدوان، والجهات المختصة هي صاحبة القرار في هذا الملف، ومع ذلك نحن في إتحاد الإعلاميين طالبنا بالإفراج عن الصحفيين المغرر بهم والتعامل معهم إنسانيا، أو إحالتهم إلى القضاء واتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية في ظل محاكمة عادلة. وقد تواصلت شخصيا قبل فترة مع المختصين في الأمن القومي، وطالبتهم- كرئيس للاتحاد- بإحالة هذا الملف إلى النيابة العامة، وأعتقد أن النائب العام يعمل حاليا بهذا الإتجاه.
لكن دعني أوضح أن اولويتنا في ظل الحصار والعدوان، هي مساندة الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الوطنية، والاهتمام بملف الشهداء والجرحى من الإعلاميين، وطرح مظلوميتهم على المنظمات الحقوقية الدولية..وقبل ذلك متابعة أوضاع الجرحى وأسر الشهداء من الإعلاميين لدى الجهات الرسمية المختصة.
كلمة أخيرة:
– أود القول في الأخير أن الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير واحترام وحقوق الإنسان، من المكتسبات الوطنية، التي لا يمكن التراجع عنها، ولا يمكن أن نتصور يمن المستقبل بدونها.
وختاما، الشكر لصحيفة الوحدة على إتاحة هذه الفرصة، واسمحوا لي أن أرفع اسمى آيات التهاني والتبريكات لجميع الزملاء الإعلاميين بحلول العام الجديد، الذي نأمل أن يكون محطة للإنتصار والتصالح وخاتمة للأحزان ونزيف الدم.

قد يعجبك ايضا
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com