سخط الشعوب تجاه جرائم أمريكا لا يكفي

 

زيد أحمد الغرس
في خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله- بمناسبة مرور
خمسة وسبعون يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة
ركز على الدور الأمريكي في العدوان على غزة وهو الدور الأساسي في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين والتي نشاهد فضاعتها وبشاعتها على شاشات التلفاز،   فالأسلحة أمريكية والغطاء أمريكي وهي من قدمت الدعم الكامل لكيان العدو الإسرائيلي بل وتسعى دائما إلى اتخاذ قرار الفيتو بمنع وقف العدوان على غزة وكان آخرها ليلة أمس.
وأمام كل تلك الجرائم الفظيعة تخرج لتتحدث عن ضرورة حماية المدنيين!! وهو أسلوب المكر واللؤم التي تتخذه أمريكا ليس على مستوى غزة بل في كل أنحاء العالم فجرائمها في اليمن لتسع سنوات بنفس الأجرام والحقد ثم تعلن أنها تدافع عن حماية المدنيين!!
وهكذا سياستها دائما في العراق وأفغانستان وفيتنام وكل بلد عانى من هذا الكيان المجرم ويلات الحروب والاحتلال…
إن رفع شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق المرأة والطفل التي تتشدق بها أمريكا وتقدم نفسها على أنها راعية حقوق الإنسان في العالم كشفت زيفها كل الجرائم في غزة واليمن والعالم وأظهرت الوجه القبيح الحقيقي لأمريكا وإسرائيل
ومع كل الجرائم المأساوية والمكر الأمريكي الذي نشاهده في تصريحاتهم أو في تحركاتهم في مجلس الأمن يفترض بالمخدوعين بشعارات أمريكا أن يكونوا قد فهموا حقيقتها واستفاقوا من خداعها واتضحت لهم الحقائق الكثيرة التي تكشف لكل إنسان الحق بكل وضوح.
كما يفترض على أبناء الأمة الإسلامية بالتحديد أن يكونوا على مستوى عال من الوعي بمكر وخبث وحقد أمريكا وإسرائيل على المسلمين لأنهم أكثر من عانوا من جرائمهم
ومع الوعي لا بد أن يتشكل سخط في أوساط المسلمين ضد أمريكا وإسرائيل وأن يترجم هذا السخط إلى مواقف عملية كالمقاطعة الاقتصادية وذم وتوبيخ كل من يطبع معهم أو يدافع عنهم لأنه يرتكب جريمة بحق الأمة مع أعدائها.
إن المواقف العملية هي التي ستشكل وعيا في أوساط الأمة وهي ما تخافه أمريكا لان الجمود أو السكوت لا ينفع ولن يدفع المؤامرات عن الأمة والمسلمين،
ولنا اليوم شاهد واضح في الشعب اليمني الذي ترجم عداءه ضد أمريكا وإسرائيل إلى مواقف عملية برفع شعار البراءة (الصرخة)   والمقاطعة ونشر الثقافة القرآنية التي تكشف وتفضح حقيقة اليهود ومؤامراتهم، ونتيجة لذلك كانت مواقف اليمن مع غزة قوية وخطواته العسكرية مؤلمة لكيان العدو الصهيوني لأن هذا الشعب يستند إلى ثقافة القران والثقة بالله والعمل الجاد لمواجهة الأعداء بما في ذلك الإعداد .
وهو الشعب الذي صمد في وجه تحالف عالمي لأكثر من تسع سنوات وخرج منتصر، ومن بين الركام والحرب والحصار خرج أقوى ليسطر مواقف بطولية مع أبناء غزة.
إن هذا كله لم يكن بشعارات فقط بل كان نتيجة تحرك عملي وتحضير وإعداد وتوعية وعمل كبير في الميدان وهذا هو ما سيخرج الأمة من واقع الضعف إلى القوة ومن الذل إلى العزة ومن الارتهان إلى الاستقلال ومن العبودية للأعداء إلى الحرية والكرامة
فمشروع اليمن نموذج يستحق من أبناء الأمة الإسلامية قراءته والاطلاع عليه والاستفادة منه وهي دعوة صادقة إلى كل أبناء الأمة للتعرف على مشروع المسيرة القرآنية بعيدا عن الأحكام والتصنيفات المسبقة التي جاءت نتيجة الحملات الإعلامية من الأعداء والمطبعين لتشويه اليمنيين ومشروعهم القرآني الحضاري لان الأعداء سعوا لتشويهه منذ البداية حتى لا يصل إلى الناس ولكنه اليوم وصل بمواقفه القوية مع غزة ولذلك يستحق العودة اليه ومعرفته من اهله وليس من اعداءه…

قد يعجبك ايضا
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com